حفل عازف العود والمطرب هزاع عبدالله الظنحاني في مدينة العين
عين دبي – فعاليات
تعود سلسلة فعاليات “ذاكرة الأغنية الإماراتية“، مساء يوم الخميس 2 مارس إلى رحاب قلعة الجاهلي في مدينة العين، حيث يحيي ثاني حفلاتها عازف العود والمطرب هزاع عبدالله الظنحاني، ضمن برنامج العين الثقافي التراثي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على مدار العام إحياءً لتراث الأغنية الشعبية والأهازيج التقليدية.
وتسترجع فعاليات “ذاكرة الأغنية الإماراتية” عبر مجموعة من الشباب الإماراتي، التراث المعاصر لمجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية الإماراتية التي يعود تاريخعها لعقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ويعتبر هزاع عبدالله الظنحاني فنان إماراتي واعد، موهبته الأساسية هي الغناء، ولكنه دخل مجال التمثيل لتعدد الفرص في هذا المجال إلا أن هزاع يتمتع بخامة صوتية جيدة، ويجيد أداء شعر الشلات التراثي والمطوّر بحكم انتمائه إلى جيل الشباب، كما كانت له مشاركات عدة بأمسيات شعرية وملتقيات وطنية واستطاع هزاع توظيف موهبته في العزف على العود، خصوصاً عزف مقامات البياتي والعجم والرصد. وقام بالغناء في العديد من الحفلات بالأعياد الوطنية بالفجيرة، وشارك في برنامج نجم الخليج بقناة دبي، ووصل إلى النهائيات ضمن 15 متسابقاً في لبنان، ولكن دراسته الجامعية حالت دون السفر للمشاركة في التصفيات النهائية، وشارك في برنامج على شاشة قناة نجوم بعنوان نجم الإمارات برعاية الشاعرة غياهيب، وبرامج غنائية أخرى من أهمها نجم الشّلة وبرنامج غنّي على قناة أبوظبي الأولى وحاز على المركز الثالث في برنامج ( ستار خليجية) على إذاعة الخليجية.
ويحفل التراث الإماراتي بالعديد من ألوان الغناء الشعبي، من وحي مجموعة من الأنشطة التجارية والمجتمعية التقليدية، مثل الخطفة أو النهمة المرتبطة بصيد السمك واللؤلؤ، وكذلك أهازيج خاصة بالمجتمع الصحراوي مثل الونّة والتغرودة، وكذلك فن العيالة الذي غالباً ما يقام في الأعراس والمناسبات العامة. وكان عقد الأربعينيات من القرن الماضي، قد شهد صعود العديد من الأصوات الإماراتية المميزة، التي ساهمت في إثراء المكتبة الثقافية الإماراتية بمجموعة كبيرة من الأغاني، التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة وتأثير ممتد حتى هذا اليوم، وقد تميزت أيضاً بدمجها لجوانب من أنماط الغناء من الدول العربية المجاورة.
وقد لعبت الأغنية الشعبية الإماراتية دوراً ثقافياً واجتماعياً، واضعةً قواعد راسخة للذاكرة الجمعية المشتركة لدى أجيال متعاقبة في مجتمع دولة الإمارات. وغالباً ما ينظم أشعار تلك الأغاني والأناشيد شعراء من أبرز قادة الدولة أو شعراء شعبيين لهم مكانتهم في مجتمع الشعراء على مستوى منطقة الخليج، والذين لعبت أبياتهم الشعرية دوراً ثقافياً مهماً في تطوير الحركة الشعرية، بما يعكس ما يمتلكونه من حكمة وخبرة واسعة في كثير من الأمور المرتبطة بالنهضة التعليمية المعاصرة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.
وتشكل الأغنية الشعبية الإماراتية منذ بداياتها في خمسينات القرن الماضي أحد النتاجات الاجتماعية الفنية والثقافية، من خلال ثلاثية الركائز هي القصيدة واللحن والصوت.
القصيدة: إن المطرب الشعبي الاماراتي وفيٌّ جداً لشعراء بلاده من القدامى والمعاصرين، بحيث كان يفتش عن القصائد في زمن لم يكن الكتاب منتشراً بشكل واسع ولا وسائل الإعلام بالشكل الذي نعرفه اليوم، ولا وسائل التواصل الاجتماعي كمواقع البحث والمعلومات. كما أن القصيدة المغناة لم تكن كلمات أغنية بالمعنى الصناعي المتعارف عليه اليوم، وإنما هي قصيدة مستقلة وذات أبعاد ثقافية ومكانية وفنية عميقة، وعندما يتغنى بها المطرب فإنه يضيف للذائقة بعدا ثقافيا بعيدا عن الاستهلاك والسطحية.
اللحن: استفاد المطرب الشعبي الاماراتي كثيرا من نبرة رواد البحر من جهة، وأولئك البدو السائرين في الصحراء وهم يؤدون ونّاتهم، حيث ذلك النغم البيئي المتفرد الذي أخذه المطربون الأوائل وطوروه وفق رؤية متقدمة بالقياس إلى الماضي البعيد، دون أن ينسوا أساسيات النغمة التراثية الأصيلة…
الصوت: يمتلك المطرب الشعبي الاماراتي حنجرة دافئة، هي إبنة بيئته الجغرافية في النطق والمخارج وطبيعة النغمة، الأمر الذي شكل نبرة غنائية متميزة في المحيط الجغرافي. كل تلك العوامل كانت تضاف لها روحيتهم الخاصة في الأداء من حيث تصرفاتهم اللحظية، والتصرفات الموسيقية التي تزيدهم إبداعا وجمالا، وهكذا ظل المطربون الشعبيون عبر الأجيال أوفياء للونهم الخاص بحيث لم تغيرهم الطرق الأخرى ولم يسعوا لتخريب العمق النغمي الاماراتي، ولم يسعوا إلى الكسب المادي، بل كانوا شديدي الإحترام لفنهم.
ويقدم برنامج العين الثقافي التراثي، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على مدار العام، العديد من الفرص لزوار الدولة والمواطنين والمقيمين للتفاعل مع هذا الإرث الثقافي العريق، وهو البرنامج الذي تمت صياغته أيضاً لدعم جهود منظمة اليونسكو تحت شعار “حماية تراثنا وتشجيع الإبداع”، ويقام هذا البرنامج الذي يتطرق إلى العديد من الجوانب التراثية الإماراتية الملموسة وغير الملموسة من وحي التراث المجتمعي على مدار عام 2017 في العديد من المواقع في مدينة العين.
وتعتبر مدينة العين واحدة من أقدم المدن على مستوى العالم التي تمتلك إرثاً طويلاً وممتداً من الحضارة الإنسانية، وموطناً لواحد من أبرز المواقع الأثرية المتاحة للجمهور وهي قلعة الجاهلي والمدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
أضف تعليقك
جاء زوارنا لهذ الموضوع من خلال كلمة
- https://www 3indubai com/حفل-عازف-العود-والمطرب-هزاع-عبدالله-ال/ (1)