الإماراتيون يحتفون بإرث الأجداد في قلعة الجاهلي بالعين
عين دبي – فعاليات
تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سلسلة من الفعاليات الثقافية والتراثية في قلعة الجاهلي بمدينة العين، بهدف إحياءً تراث الأغنية الشعبية والأهازيج التقليدية، النتاجات الاجتماعية الفنية والثقافية، من خلال ثلاثية الركائز، القصيدة واللحن والصوت.
القصيدة: إن المطرب الشعبي الاماراتي وفيٌّ جدا لشعراء بلاده من القدامى والمعاصرين، بحيث كان يفتش عن القصائد في زمن لم يكن الكتاب منتشرا بشكل واسع ولا وسائل الإعلام بالشكل الذي نعرفه اليوم، ولا وسائل التواصل الاجتماعي كمواقع البحث والمعلومات. كما أن القصيدة المغناة لم تكن كلمات أغنية بالمعنى الصناعي المتعارف عليه اليوم، وإنما هي قصيدة مستقلة وذات أبعاد ثقافية ومكانية وفنية عميقة، وعندما يتغنى بها المطرب فإنه يضيف للذائقة بعدا ثقافيا بعيدا عن الاستهلاك والسطحية.
اللحن: استفاد المطرب الشعبي الاماراتي كثيرا من نبرة رواد البحر من جهة، وأولئك البدو السائرين في الصحراء وهم يؤدون ونّاتهم، حيث ذلك النغم البيئي المتفرد الذي أخذه المطربون الأوائل وطوروه وفق رؤية متقدمة بالقياس إلى الماضي البعيد، دون أن ينسوا أساسيات النغمة التراثية الأصيلة…
الصوت: يمتلك المطرب الشعبي الاماراتي حنجرة دافئة، هي إبنة بيئته الجغرافية في النطق والمخارج وطبيعة النغمة، الأمر الذي شكل نبرة غنائية متميزة في المحيط الجغرافي… كل تلك العوامل كانت تضاف لها روحيتهم الخاصة في الأداء من حيث تصرفاتهم اللحظية، والتصرفات الموسيقية التي تزيدهم إبداعا وجمالا، وهكذا ظل المطربون الشعبيون عبر الأجيال أوفياء للونهم الخاص بحيث لم تغيرهم الطرق الأخرى ولم يسعوا لتخريب العمق النغمي الاماراتي، ولم يسعوا إلى الكسب المادي، بل كانوا شديدي الإحترام لفنهم…
ويقدم برنامج مبادرات العين الثقافية، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، العديد من الفرص لزوار الدولة والمواطنين والمقيمين للتفاعل مع هذا الإرث الثقافي العريق، وهو البرنامج الذي تمت صياغته أيضاً لدعم جهود منظمة اليونسكو تحت شعار “حماية تراثنا وتشجيع الإبداع”، ويقام هذا البرنامج الذي يتطرق إلى العديد من الجوانب التراثية الإماراتية الملموسة وغير الملموسة من وحي التراث المجتمعي على مدار عام 2017 في العديد من المواقع في مدينة العين.
وتعتبر مدينة العين واحدة من أقدم المدن على مستوى العالم التي تمتلك إرثاً طويلاً وممتداً من الحضارة الإنسانية، وموطناً لواحد من أبرز المواقع الأثرية المتاحة للجمهور وهي قلعة الجاهلي والمدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.